كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)
الدهر عندكم طريف محدث ... وفخاركم ما زال فيه تليدا
عطرتم نفس الزمان فأصبحت ... آثاركم في الجيد (1) منه عقودا في ذكر ذي الوزارتين أبي محمد بن هود (2)
كانت قد أزحته عن حضرة أسرته سرقسطة، أسباب غاب عني شرحها، فتحول على رؤساء أفقنا، واتخذ آخر أمره حضرة بطليوس وطناً، فرحب به المتوكل فآواه، وأجزل قراه، وولاه مدينة الأشبونة، ثم صرفه عنها، وصدر محمود السيرة منها، وكان ممن تندر له الأبيات، وتستظرف له بعض المقطوعات، كقوله وقد سئل عما اكتسبه في ولايته، فقال (3) :
وسائلٍ لي لما ... صدرت عما وليت
ما نلت - قلت: ثناءً ... يبقى معي ما بقيت
وإن أمت كان بعدي ... مخلداً لا يموت
عفت الفضول لعلمي ... أن ليس يعدم قوت
وصنت قدري منها ... تجملاً فغنيت
__________
(1) المسالك: للعطف.
(2) الأمير أبو محمد بن هود واسمه عبد الله (وقال ابن الأبار: لم أقف على اسمه، الحلة: 165) نفاه ابن عمه المقتدر عن الثغر (سرقسطة) فقصد طليطلة حضرة ابن ذي النون ثم مل الإقامة هنالك، فجعل يضطرب ما بين ملوك الطوائف إلى أن استقر عند المتوكل ابن الأفطس (المغرب 2: 439) ثم ولاه المتوكل الأشبونة (المغرب 1: 411) ثم صرف عنها محمود السيرة (وانظر المسالك 11: 441، والحلة 2: 165 - 166) .
(3) الحلة: 166.