كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)

فكم مثلها جأواء نهنهت فانثنت ... وناظرها من شدة النقع أرمد
فمرت تنادي الويل للقادح الصفا ... لبعض القلوب الصخر أو هي أجلد
وألقت ثناءً كاللطائم نشره ... تبيد الليالي وهو غض يجدد وفي فصل منها: والحرب في إجتلائها حسناء عروس تطبي الأغمار بزتها، وفي بنائها شمطاء عبوس تختلي الأعمار غرتها، فالأقل للهبها وارد، والأكثر عن شهبها حائد، فأخلق بمحيدٍ عن مكانها، وعزلةٍ في ميدانها، فوقودها شكة السلاح، وفرندها مساقط الأشباح، وقتارها متصاعد الأرواح، فإن عسعس ليلها مدةً من الانصارم، أو انبجس وبلها ساعةً لانسجام، فيومها غسق يرد الطرف كليلاً، ونبلها صيب يزيد الجوف غليلاً:
أعباد ضاق الذرع واتسع الخرق ... ولا غرب للدنيا إذا لم يكن شرق
ودونك قولاً طال وهو مقصر ... فللعين معنىً لا يعبره النطق
[18ب] إليك انتهت آمالنا فارم ما دهى ... بعزمك، يدمغ هامة الباطل الحق وما أخطأ السبيل من أتى البيوت من أبوابها، ولا أرجى الدليل من ناط الأمور بأربابها، ولرب أمل بين أثناء المحاذير مدمج، ومحبوب في طي المكاره مدرج، فانتهز فرصتها فقد بان من غيرك العجز، وطبق مضاربها فكأن

الصفحة 85