كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)

فإن راث أمري فادركني برحلةٍ ... إلى مأمن فالخوف أعجل طارد
وحد مكاناً آته فرضاكم ... هواي وإن أغشى كريه الموارد
فقد جد أمر هد شرع محمدٍ ... وما مخبر عن حالة مثل شاهد
لكل يبين الرأي عند وفاته ... وهل من دواء بعد نهش الأساود
أضاعوا وجوه الحزم يوماً فعزهم ... على أمرهم من ليس عنه بهاجد وفي فصل منها: فالثمرة من ساقها، والجياد على أعراقها، ولئن لذت تلك الثمرة لذائق، وشدخت غرة تلك القرحة لرامق، لما يبين كنه المجتبى قبل تفطر أكمامه، ومما يصحح عتق الجنين قبل أوان فطامه، فلذوي الأبصار أدلة على العتق لائحة، ولأولي الألباب شواهد على الكرم واضحة، وبحق أدركت، فعلى السوابق سلكت، وبمشاعر المعالي نسكت فتنسكت:
" وما يك من خير أتوه فإنما ... توارثه آباء آبائهم قبل "
" وهل ينبت الخطي إلا وشيجه ... وتغرس إلا في منابتها النخل "
وقول رسول الله أعدل شاهد ... فحكمته شرع ومنطقه فصل
يقول: بنو الدنيا معادن، خيرها ... إذا ما زكوا من كان قدماً له الفضل

الصفحة 88