كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)
إن الهلال إذا رأيت نموه ... أيقنت أن سيكون بدراً كاملا وقال العباس بن الأحنف وقصد به قصده، وكان ينفق مما عنده:
الحب أول ما يكون لجاجةً ... تأتي به وتسوقه الأقدار
حتى إذا اقتحم الفتى لجج الهوى ... جاءت أمور لا تطاق كبار وقال الآخر، وكأنه نحا به نحواً غريباً، ولكنه نظر إلى المعنى نظراً مريباً:
فلا تحقرن عدواً رماك ... وإن كان في ساعديه قصر
فإن السيوف تحز الرقاب ... وتعجز عما تنال الإبر ومن كلام المحدثين ما أجروه مجرى الأمثال: " رب عشق جني بلفظة، وصبابة غرست من لحظة ". إلى غير ذلك مما لا يحد شهرةً، ولا يحصى كثرةً.
وقال الوزير أبو حفص من جملة قصيدة:
أيا أسفاً للدين إذ ظل نهبةً ... بأعيننا والمسلمون شهود
أفي حرم الرحمن يلحد جهرةً ... ويجعل أشراك الإله يهود
ويثلب بيت الله بين بيوتكم ... وقادره عن رد ذاك قعيد
ويوضع للدجال بيت بمكة ... ويخفى عليكم منزع وقصود