كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)

أعيذك أن تدهنوا فيمسكم ... عقاب كما ذاق العذاب ثمود
وأقبح بذكر يستطير لأرضكم ... يؤم به أقصى البلاد وفود
ولا عجب أن جانس الحوض ضفدع ... وقدماً تساوي مطلب وشهود
يقود امرءاً طبع إلى علم شكله ... كما انمازت الأرواح وهي جنود وهذا المصراع الأخير، إلى معنى الحديث يشير: " قلوب المؤمنين أجناد مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف "، وأخذه السحن فقال:
إن القلوب لأجناد مجندة ... لله في الأرض بالأهواء تعترف
فما تعارف منها فهو مؤتلف ... وما تناكر منها فهو مختلف [20أ] وقال الوزير أبو حفص من أخرى:
تبارك من تفرد بالبقاء ... وأسلك خلقه سبل الفناء
وشتت شملهم بعد انتظامٍ ... وكدر وردهم إثر الصفاء
ولم يجر الأمور على قياسٍ ... فليست دارنا دار الجزاء
فتبصر محسناً يجزى بقبح ... وذا ضعةٍ يقاد إلى السناء
وقد كنت اعتلقت اجل ملكٍ ... وأعمهم بنقب أو هناء

الصفحة 93