كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)

الأستار والحجب، فلن تحجب أنوار الفضل والكرم، ولن تسد مطالع المآثر والهمم، ولن تقطع تعمال التواصل والوداد، وتدآب التضافر والإنجاد، وتلك حالنا فإننا على بعد الدار، وشحط المزار، ننطوي على أنفس متجاورة متلاصقة، ونأوي إلى مذاهب متوافقة، والفقيه الحافظ أبو الوليد الباجي غذي نعمتك، ونشأة دولتك، هو من آحاد عصره في علمه، وأفراد دهره في فهمه، وما حصل أحد من علماء الأندلس متفقهاً على مثل حظه وقسمه، وقد تقدم له بالمشرق صيت وذكر، وحصل بجزيرتنا ولك فيه جمال وفخر، فإنه إليك تنعطف أسبابه، وعليك تلتقي وتلتف آرابه، لكن شددت عليه يدي، وجعلته علم بلدي، يشاور في الأحكام، ويهتدى إليه في الحلال والحرام، فقد ساهمتك به، وشاركتك فيه، كما تساهمنا وتشاركنا في الأحوال السلطانية، والأمور الدنياوية.

الصفحة 97