كتاب الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات (اسم الجزء: 4)

ذلك قوله تعالى: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ} (¬1) وقيل لسلمان (¬2): علمكم نبيكم كل شيء حتى الخِراءة قال: "أجَلْ" (¬3) أو ادعي عليه بألف فقال: صَدَقْت. أو قال: أنا أو إني مقر به أو مقر بدعواك أو مقر فقط فقد أقر؛ لأن هذه الألفاظ تدل على تصديق المدعي، (أَوْ) ادعي عليه بألف مثلًا فقال: (اتَّزِنهُ أوْ خُذْ) ـه، أو اقبضها، أو أحرزها، أو قال: هي صحاح أو قال: كأني جاحد لك أو كأني جحدتك حقك (فقد أَقَرَّ)، وكذا إن قال: "أقررت
¬__________
(¬1) سورة الأعراف من الآية (44).
(¬2) سلمان: الفارسي، أبو عبد اللَّه، ويقال له: سلمان الخير، وسلمان ابن الإسلام، أصله من رامهرمز، وقيل: من أصبهان، سمع أنَّ نبيًا سيُبعثُ، فخرج في طلبه، فأُسر وبيعَ بالمدينة، فاشتغل بالرق حتى كان أول مشاهده الخندق، وهو الذي أشار على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بحفر الخندق، وشهد المشاهد بعدها وفتوح العراق، ووليَ المدائن، وقد جعله النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من أهل بيته، كان من المعمرين، توفي سنة 36 هـ.
ينظر؛ أسد الغابة 2/ 417 - 421، وسير أعلام النبلاء 1/ 505 - 557، والإصابة 3/ 118 - 120.
(¬3) أخرجه مسلم، باب الاستطابة، كتاب الإيمان برقم (262) صحيح مسلم 1/ 223، وأبو داود, باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، كتاب الطهارة برقم (7) سنن أبي دواد 1/ 3، والترمذي، باب الاستنجاء بالحجارة، كتاب الطهارة برقم (16) الجامع الصحيح 1/ 24، والنسائي، باب النهي عن الاكتفاء وفي الاستطابة بأقل من ثلاثة أحجار، كتاب الطهارة برقم (41) المجتبى 1/ 38 - 39، وابن ماجة، باب الاستنجاء بالحجارة. . .، كتاب الطهارة وسننها برقم (316) سنن ابن ماجة 1/ 115، وأحمد برقم (23191) المسند 9/ 606.

الصفحة 1246