كتاب الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات (اسم الجزء: 3)

الفرائض بأهلها"، ومن شرك لم يلحق الفرائض بأهلها. قال العنبري (¬1): "القياس ما قال علي والاستحسان ما قال عمر". (¬2) ولو كان مكان الذكور أو الذكور والإناث أخوات لأبوين أو لأب عالت المسألة إلى عشرة لازدحام الفروض، للزوج النصف ثلاثة، وللأم السدس واحد، وللإخوة لأم الثلث اثنان، وللأخوات لأبوين أو لأب الثلثان أربعة. وتسمى هذه المسألة أم الفروخ -بالخاء المعجمة- لكثرة عولها. وتسمى أيضا الشريحية لحدوثها زمن القاضي شريح (¬3) -رحمه اللَّه تعالى- روي أن رجلا أتاه وهو قاض بالبصرة (¬4) فقال: ما نصيب الزوج من زوجته؟ قال: النصف مع غير
¬__________
(¬1) هو: عبيد اللَّه بن الحسن بن حصين بن أبي الحر، واسمه مالك بن الخشخاش بن جناب بن الحارث بن تميم العنبري البصري، القاضي، كان لجديه مالك والخشخاش صحبة، كان من سادات أهل البصرة علما وفقها، ولي قضاء البصرة، وتوفي بها سنة 168 هـ.
ينظر: تهذيب الكمال 19/ 23 - 28، وتاريخ بغداد 10/ 306 - 310، والطبقات الكبرى 7/ 285، وميزان الإعتدال 3/ 5.
(¬2) ينظر: المغني 9/ 26، والشرح الكبير 18/ 103، وشرح منتهى الإرادات 2/ 595.
(¬3) القاضي شريح: ابن الحارث بن قيس الكندي، أبو أمية، الكوفي، مخضرم، انتقل من اليمن زمن الصديق، ولاه عمر قضاء الكوفة فقيل: أقام على قضائها ستين سنة، وكان فقيها، شاعرا، عاش مائة وعشرين سنة، توفي سنة 78 هـ، وقبل: 80 هـ.
ينظر: تهذيب الكمال 12/ 435 - 445، وسير أعلام النبلاء 4/ 100 - 106، وتذكرة الحفاظ 1/ 59، والتقريب 2774 - ص 265.
(¬4) البصرة بصرتان: العظمى هي المشهورة بالعراق، وهي المرار هنا، والأخرى في أقصى المغرب، وقيل: البصرتان: الكوفة والبصرة، والبصرة في كلام العرب: الأرض الغليظة التي فيها حجارة تقلع، وتقطع حوافر الدواب، وسميت بصرة: لغلظتها وشدتها.
ينظر: مراصد الاطلاع 1/ 201، ومعجم البلدان 1/ 430.

الصفحة 135