كتاب الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات (اسم الجزء: 3)

في إرث المطلقة من مبينها المتهم بقصد حرمانها أن عثمان: ورث بنت الأصبغ الكلبية (¬1) من عبد الرحمن بن عوف وكان طلقها في مرضه فبتها" (¬2) واشتهر ذلك في الصحابة ولم ينكر فكان كالإجماع، وروى أبو سلمة بن عبد الرحمن (¬3): "أن أباه طلق أمه وهو مريض فمات فورثته بعد انقضاء عدتها" (¬4)، وروى عروة (¬5) أن عثمان قال لعبد الرحمن: "لئن مت لأورثنها منك قال: علمت ذلك" (¬6)، وما روي عن عبد اللَّه بن الزبير أنه قال: "لا ترث
¬__________
(¬1) هي: تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة الكلبية، من دومة الجندل، أدركت حياة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهي أول كلبية نكحها قرشي نكحها عبد الرحمن بن عوف بأمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
ينظر: الإصابة 8/ 56 - 57.
(¬2) أخرجه الإمام مالك برقم (1209) الموطأ ص 364 - 365، والشافعي بنحوه في الأم 5/ 271، وسعيد برقم (1959) سنن سعيد بن منصور 3/ 2/ 66، والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 362 - 363. والأثر قال عنه الشافعي: "متصل" ا. هـ، وصححه الألباني في الإرواء 6/ 159.
(¬3) أبو سلمة بن عبد الرحمن: بن عوف القرشي الزهري، الحافظ، أحد الأعلام بالمدينة، قيل: اسمه عبد اللَّه وقيل: إسماعيل، ولد سنة بضع وعشرين، كان ففيها كثير الحديث، توفي سنة 94 هـ.
ينظر: تهذيب الكمال 33/ 370 - 376، وسير أعلام النبلاء 4/ 287 - 292.
(¬4) أخرجه الإمام مالك بنحوه برقم (1207) الموطأ ص 364، والشافعي في الأم 5/ 271، وسعيد برقم (1958) سنن سعيد بن منصور 3/ 2/ 66، والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 362، والأثر قال عنه الشافعي: "منقطع" ا. هـ، وصححه الألباني في الإرواء 6/ 160.
(¬5) عروة: ابن الزبير بن العوام بن خويلد القرشي، أبو عبد اللَّه، الأسدي، المدني، أحد الفقهاء السبعة، كان ثقة ثبتا مأمونا كثير الحديث والعلم والفقه، ولد سنة 23 هـ، توفي سنة 94 هـ.
ينظر: تهذيب الكمال 20/ 11 - 26، وسير أعلام النبلاء 4/ 421 - 437.
(¬6) أخرجه بهذا اللفظ ابن حزم في المحلى 10/ 220، وبنحوه فيما سبق تخريجه آنفا.

الصفحة 195