كتاب الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات (اسم الجزء: 3)

إلى صريح وكناية.
وصريحه: لفظ عتق، وحرية، لورود الشرع بهما فوجب اعتبارهما كيف صرفا، كقوله لقنه: أنت حر أو محرر أو حررتك أو أنت عتيق أو معتق -بفتح التاء- أو أعتقتك فيعتق ولو لم ينوه، قال أحمد في رجل لقي امرأة في الطريق فقال: تنحي يا حرة فإذا هي جاريته قال: قد عتقت عليه، وقال في رجل قال لخدم قيام في وليمة: مروا أنتم أحرار وكان فيهم أم ولده لم يعلم بها قال: هذا به عندي تعتق أم ولده (¬1).
غير أمر ومضارع واسم فاعل فلا يعتق بذلك، كقوله لرقيقه: حرره، أو أعتقه، أو هذا محرر -بكسر الراء- أو هذا معتق -بكسر التاء- فلا يعتق بذلك؛ لأنه (¬2) طلب أو وعد أو خبر عن غيره وليس واحد منها صالحا للإنشاء ولا إخبارا (¬3) عن نفسه فيؤاخذ به.
ويقع العتق من هازل كالطلاق (¬4)، ولا يقع من نائم ونحوه كمغمى عليه ومجنون ومبرسم لعدم عقلهم ما يقولون (¬5)، وكذا حاك وفقيه يكرره فتعتبر إرادة لفظه
¬__________
(¬1) ينظر: المغني 14/ 345 - 346، وكشاف القناع 4/ 511.
(¬2) في الأصل: له، والمثبت من شرح منتهى الإرادات 2/ 648.
(¬3) في الأصل: صالح للإنشاء والإخبار، والمثبت من شرح منتهى الإرادات 2/ 648.
(¬4) لحديث الحسن قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من نكح لاعبا أو طلق لاعبا أو أعتق لاعبا جاز" وسيأتي في أركان النكاح ص 240. إن شاء اللَّه.
(¬5) لحديث علي -رضي اللَّه عنه- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يشب وعن المعتوه حتى يعقل".

الصفحة 206