كتاب الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات (اسم الجزء: 3)

رجل أعتق عبده أو غلامه فلم يخبره بماله فماله لسيده" (¬1)، ولأن العبد وماله كانا للسيد فزال ملكه عن أحدهما فبقي الآخر كما لو باعه، وحديث ابن عمر مرفوعا: "من أعتق عبدا وله مال فالمال للعبد" رواه أحمد وغيره (¬2) قال أحمد: "يرويه عبيد اللَّه (¬3) بن أبي جعفر من أهل مصر وهو ضعيف الحديث كان صاحب فقه، فأما
¬__________
(¬1) أخرجه ابن ماجة، باب من أعتق عبدا وله مال، كتاب العتق برقم (2530) سنن ابن ماجة 2/ 845، والبيهقي، باب ما جاء في مال العبد، كتاب البيوع، السنن الكبرى 5/ 326، والحديث ضعفه الألباني في الإرواء 6/ 171.
(¬2) لم أقف عليه في المسند، وأخرجه أبو داود، باب فيمن أعتق عبدا وله مال، كتاب العتق برقم (3962) سنن أبي داود 4/ 28، وابن ماجة، باب من أعتق عبدا وله مال، كتاب العتق برقم (2529) سنن ابن ماجة 2/ 845، والدارقطني، كتاب المكاتب 4/ 134، والبيهقي، باب ما جاء في مال العبد، كتاب البيوع، السنن الكبرى 5/ 325 وجميعهم من طريق ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة والليث بن سعد عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر عن بكير بن الأشج عن نافع عن عبد اللَّه بن عمر به، وبزيادة: "إلا أن يشترط السيد"، وأخرجه ابن حزم بهذا الإسناد وقال: "هذا إسناد في غاية الصحة لا يجوز الخروج عنه". المحلى 9/ 215، وقال الألباني في الإرواء 6/ 172: "هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين من طريق الليث، وأما ابن لهيعة فإنه سيء الحفظ ولكنه مقرون، وأما تضعيف أحمد لعبيد اللَّه فهو رواية عنه. . . وروى عبد اللَّه بن أحمد عن أبيه: ليس به بأس، وهذا هو الأرجح الموافق لكلام الأئمة الآخرين". ا. هـ.
(¬3) في الأصل: عبد اللَّه، والمثبت من المغني 14/ 398.
وعبيد اللَّه هو: بن أبي جعفر المصري، الليثي، مولى بني الكناني، أبو بكر، العالم، الفقيه، الزاهد، العابد، ولد سنة 60 هـ، وتوفي سنة 132 هـ وقيل بعدها.
ينظر: تهذيب الكمال 19/ 18 - 22، وسير أعلام النبلاء 6/ 8 - 10.

الصفحة 215