كتاب الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات (اسم الجزء: 3)
وإن كان الحالف مظلوما كالذي يستحلفه ظالم على شيء لو صدقه لظلمه أو ظلم غيره أو نال مسلما منه ضرر فهنا له تأويله، لحديث سويد بن حنظلة (¬1) قال: "خرجنا نريد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ومعنا وائل بن حجر (¬2)، فأخذه عدو له، فتحرج القوم أن يحلفوا، فحلفت أنا أنه أخي فخلى بسبيله، فأتينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكرنا له ذلك فقال: كنت [أبرهم] (¬3) وأصدقهم، المسلم أخو المسلم" رواه أبو داود (¬4)، وقال
¬__________
= يمينه، كتاب الكفارات برقم (2120) سنن ابن ماجة 1/ 685، والبيهقي، باب اليمين على نية المستحلف في المحكومات، كتاب الأيمان، السنن الكبرى 10/ 65.
(¬1) سويد بن حنظلة، صحابي، روى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وسكن البادية، ما روى عنه إلا ابنته.
ينظر: أسد الغابة 2/ 488، والإصابة 3/ 186.
(¬2) وائل بن حجر: ابن ربيعة بن وائل بن يعمر الحضرمي، كان أبوه من ملوك حضرموت، وفد على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- واستقطعه أرضا فأقطعه، وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد بشر أصحابه بقدومه قبل أن يصل بأيام، نزل الكوفة، شهد مع علي -رضي اللَّه عنه- صفين.
ينظر: أسد الغابة 5/ 435، والإصابة 6/ 466.
(¬3) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل.
(¬4) في باب المعاريض في اليمين، كتاب الأيمان والنذور برقم (3256) الجامع الصحيح 3/ 224، وابن ماجة، باب من ورى في يمينه، كتاب الكفارات برقم (2119) سنن ابن ماجة 1/ 685، وأحمد برقم (16285) المسند 5/ 33، والحاكم، باب من قال أنا بريء من الإسلام فهو كما قال، كتاب الأيمان والنذور، المستدرك 4/ 299 - 300، والبيهقي، باب الحلف على التأويل فيما بينه وبين اللَّه تعالى، كتاب الأيمان، السنن الكبرى 10/ 65، والحديث قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، وضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة 3/ 213، 215.