كتاب الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات (اسم الجزء: 3)

رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن في المعارض مندوحة عن الكذب" رواه الترمذي (¬1)، قال محمد ابن سيرين (¬2): "الكلام أوسع من أن يكذب ظريف بذلك" (¬3) أي الكيس الفطن، فإنه يفطن للتأويل فلا حاجة إلى الكذب.
وكذا إن لم يكن الحالف ظالما أو مظلوما ولو كان التأويل بلا حاجة إليه؛ لأنه عليه السلام كان يمزح (¬4) ولا يقول إلا حقا، ومزاحه أن يوهم السامع بكلامه غير ما عناه وهو التأويل، قال عليه السلام لعجوز: "لا تدخل الجنة عجوز" (¬5).
ويقبل منه حكما دعوى التأويل مع قرب الاحتمال ومع توسطه لعدم مخالفة
¬__________
(¬1) لم أقف عليه عند الترمذي، وأخرجه البخاري موقوفا على عمران بن حصين في الأدب المفرد ص 184، والبيهقي مرفوعا من حديث عمران بن حصين وعلي بن أبي طالب، في باب المعاريض فيها مندوحة عن الكذب، كتاب الشهادات، السنن الكبرى 10/ 199 وأشار إلى ضعفه، كما أخرجه موقوفا على عمر بن الخطاب، وعمران بن الحصين، وقال: "هذا هو الصحيح" -أي الموقوف-، ورواه ابن عبد البر في التمهيد 16/ 252 موقوفا على عمر وعمران بن الحصين -رضي اللَّه عنهما-، وعزا الحافظ ابن حجر أثر عمران بن حصين إلى الطبراني في الكبير، وقال: "رجاله ثقات". ا. هـ. فتح الباري 10/ 594.
(¬2) سبقت ترجمته ص 278.
(¬3) رواه البيهقي في شعب الإيمان 4/ 232، وابن عدي في الكامل 4/ 1347، وأبو نعيم في الحلية 2/ 264.
(¬4) في الأصل: يخرج.
(¬5) رواه الترمذي في مختصر الشمائل المحمدية ص 128، وأورده ابن كثير بنحوه في تفسير القرآن العظيم 4/ 293، والسيوطي في الدر المنثور 6/ 158، وذكره ابن الأثير في جامع الأصول 11/ 55 مرسلا، وعزاه لرزين، وأورده زين الدين الراقي في المغني في حمل الأسفار 2/ 795، والزبيدي في إتحاف السادة المتقين 7/ 499، وضعفه الألباني في مختصر الشمائل المحمدية ص 128.

الصفحة 535