كتاب الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات (اسم الجزء: 3)
(فصل) في الظهار
مشتق من الظهر، وخص به من بين سائر الأعضاء؛ لأنه موضع الركوب، ولهذا سمي المركوب ظهرا والمرأة مركوبة إذا غشيت (¬1) , فقوله لامرأته: أنت علي كظهر أمي معناه: أنه شبه امرأته بظهر أمه في التحريم، كأنه يشير أن ركوبها للوطء حرام. (والظهار محرم) إجماعا حكاه ابن المنذر (¬2) لقوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا} (¬3) وقول المنكر والزور من أكبر الكبائر للخبر (¬4)، ومعناه أن الزوجة ليست كالأم في التحريم، لقوله تعالى: {مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ} وقوله: {وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ} (¬5)، ولحديث أوس بن
¬__________
(¬1) ينظر: المطلع ص 345، ولسان العرب 4/ 540، والقاموس المحيط 2/ 82.
(¬2) ينظر: الإجماع ص 105.
(¬3) سورة المجادلة من الآية (2).
(¬4) المتفق عليه من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا! قالوا: بلى يا رسول اللَّه، قال: الإشراك باللَّه، وعقوق الوالدين، وجلس وكان متكئا فقال: ألا وشهادد الزور، قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت". أخرجه البخاري، باب ما قيل في شهادد الزور، كتاب الشهادات برقم (2654) صحيح البخاري 3/ 150، ومسلم، باب بيان الكبائر وأكبرها، كتاب الإيمان برقم (87) صحيح مسلم 1/ 91.
(¬5) سورة الأحزاب من الآية (4)، وفي الأصل [وما جعل اللَّه. . .].