كتاب الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات (اسم الجزء: 3)

نصيب له فمثله لا شيء له.
(و) إن وصى (بمثل نصيب أحد ورثته) فـ (له مثل ما لأقلهم)، كمن له ابن وبنت فللموصى له مثل نصيب البنت لأنه المتيقن، فإن لم يكن له إلا بنت ووصى بمثل نصيبها فله نصف، ولها نصف، وإن وصى بضعف نصيب ابنه فللموصى له مثلاه؛ لقوله تعالى: {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} (¬1) قال الأزهري (¬2): "الضعف: المثل فما فوقه" (¬3)، وإن وصى بضعفيه فله ثلاثة أمثاله، وبثلاثة أضعافه فله أربعة أمثاله (¬4) وهلم جرا.
(و) إن وصى (بسهم من ماله) فـ (له) أي الموصى له بالسهم (السدس) بمنزلة سدس مفروض؛ لما روى ابن مسعود: "أن رجلًا أوصى لرجل بسهم من
¬__________
(¬1) سورة الإسراء من الآية (75).
(¬2) هو: محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة الهروي، اللغوي، الشافعي، ولد سنة 282 هـ، وارتحل في طلب العلم، كان إماما في اللغة والفقه، له مصنفات كثيرة منها: "تهذيب اللغة"، و"الزاهر"، و"التقريب في التفسير"، توفي سنة 370 هـ.
ينظر: سير أعلام النبلاء 16/ 315 - 317، وطبقات الشافعية 3/ 63 - 68.
(¬3) الزاهر ص 181.
وقال ابن منظور في لسان العرب 9/ 204 - 205: "وضعف الشيء مثلاه، وقال الزجاج: ضعف الشى مثله الذي يضعفه وأضعافه أمثاله". ا. هـ.
وينظر: المطلع ص 296 - 297، والقاموس المحيط 3/ 165.
وقال الإمام الشوكاني عند تفسيره لهذه الآية: "أي مثلي ما يعذب به غيرك ممن يفعل هذا الفعل في الدارين، والمعنى: عذابا ضعفا في الحياة وعذابا ضعفا في الممات: أي مضاعفًا". فتح القدير 3/ 247.
(¬4) ينظر: المغني 8/ 429، والمقنع والشرح الكبير والإنصاف 17/ 406، وكشاف القناع 4/ 382.

الصفحة 82