كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 104 """"""
والزيادة أن عنترة ذكر أنه يستهلك ماله إذا سكر ، والبحتري ذكر أن ممدوحه يتكرم قبل الكئوس فيبالغ حتى لا تستطيع الكئوس أن تزيده تكرما .
وكان الأعشى ميمون بن قيس مشهوراً بتعاطي الخمر مشغوفاً بها كثير الذكر لها في شعره . ومن اشتهاره بها قال المفضل بين قدماء الشعراء : أشعرهم امرؤ القيس إذا ركب ، والنابغة إذا رهب ، وزهير إذا رغب ، والأعشى إذا طرب . وقصد الأعشى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ليسلم وامتدحه بقصيدته التي أولها :
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا . . . وبت كما بات السليم مسهدا
فاعترضه في طريقه من أراد منعه ، فقالوا له : إنه يحرم عليك الزنا والخمر . فقال : أما الزنا فقد كبرت فلا حاجة لي فيه ، وأما الخمر فلا أستطيع تركها . وعاد لينظر في أمره ، وقيل : إنه قال : أعود فأشربها سنة وأرجع ، فمات قبل الحول .
قالوا : ونظر الحسن بن وهب إلى رجل يعبس في كأسه ، فقال : ما أنصفتها ، تضحك في وجهك وتعبس في وجهها . ومن ذلك قول الشريف الرضي :
كالخمر يعبس حاسيها على مقة . . . والكأس تجلو عليه ثغر مبتسم

الصفحة 104