كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 105 """"""
وهو مأخوذ من قول عبد الله بن المعتز حيث يقول :
ما أنصف الندمان كأس مدامة . . . ضحكت إليه فشمها بتعبس
ذكر شيء مما قيل فيها من جيد الشعر
قد أوسع الشعراء في هذا المغنى وأطنبوا فيه وتنوعوا . فمنهم من مدحها ومنهم من وصفها وشبهها ، ومنهم من ذكر أفعالها وتغزل فيها . وسنورد في هذا الموضع نبذة مما طالعناه في ذلك ، إذ لو أوردنا مجموع ما وقفنا عليه لطال ، ولاتسعت فيه دائرة المقال .
فأما ما قيل فيها على سبيل المدح لها ، فمن ذلك قول ابن الرومي حيث يقول :
تالله ما أدري بأية علة . . . يدعون هذا الراح باسم الراح ؟
ألريحها ولروحها تحت الحشا . . . أم لارتياح نديمها المرتاح ؟
إن حرمت فبحقها من خمرة . . . ما كان مثل حريمها بمباح
أو حللت فبحقها من نشوة . . . تشفي سقام قلوبنا بصحاح
وقال أيضاً :
خمر إذا ما نديمي ظل يكرعها . . . أخشى عليه من اللألاء يحترق
لو رام يحلف أن الشمس ما غربت . . . في فيه كذبه في وجهه الشفق