كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 107 """"""
وقال البحتري :
اشرب على زهر الرياض يشوبه . . . زهر الخدود وزهرة الصهباء
من قهوة تنسى الهموم وتبعث ال . . . شوق الذي قد ضل في الأحشاء
يخفى الزجاجة لونها فكأنها . . . في الكف قائمة بغير إناء
ولها نسيم كالرياض تنفست . . . في أوجه الأرواح والأنداء
وفواقع مثل الدموع ترددت . . . في صحن خد الكاعب الحسناء
يسقيكها رشأ يكاد يردها . . . سكرى بفترة مقلة حوراء
يسعى بها وبمثلها من طرفه . . . عوداً وإبداءً على الندماء
وقال الوأواء الدمشقي :
فامزج بمائك نار كأسك واسقني . . . فلقد مزجت مدامعي بدماء
واشرب على زهر الرياض مدامة . . . تنفي الهموم بعاجل السراء
لطفت فصارت من لطيف محلها . . . تجري كجري الروح في الأعضاء
وكأن مخنفة عليها جوهر . . . ما بين نار أذكيته وهواء
وكأنها وكأن حامل كأسها . . . إذ قام يجلوها علىالندماء
شمس الضحى رقصت فنقط وجهها . . . بدر الدجى بكواكب الجوزاء
وقال أبو نواس :
أقول لما تحاكيا شبها . . . أيهما للتشابه الذهب
هما سواء وفرق بينهما . . . أنهما جامد ومنسكب

الصفحة 107