كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 11 """"""
بأس عليك وأمر له بصلة . فقال : أشهد أنك صادق ، ولو ادعيت الرابعة لخرجت منها .
ودخل أعرابي على يزيد بن المهلب وهو على فرشه والناس سماطان ، فقال : كيف أصبح الأمير ؟ قال يزيد : كما تحب . فقال الأعرابي : لو كنت كما أحب كنت أنت مكاني وأنا مكانك ، فضحك يزيد .
ذكر شيء من نوادر القضاة
قيل : أتى عدي بن أرطاة شريحاً القاضي ومعه امرأة له من أهل الكوفة يخاصمها إليه ، فلما جلس عدي بين يدي شريح ، قال عدي : أين أنت ؟ قال : بينك وبين الحائط . قال : إني امرؤ من أهل الشام ، قال : بعيد الدار . قال : وإني قدمت العراق ، قال : خير مقدم . قال : وتزوجت هذه المرأة ، قال : بالرفاء والبنين . قال : وإنها ولدت غلاماً ، قال : ليهنك الفارس . قال : وقد أردت أن أنقلها إلى داري ، قال : المرء أحق بأهله . قال : كنت شرطت لها دارها ، قال : الشرط أملك . قال : اقض بيننا ، قال : قد فعلت . قال : فعلى من قضيت ؟ قال : على ابن أمك .
ودخل على الشعبي في مجلس قضائه رجل وامرأته ، وكانت المرأة من أجمل النساء ، فاختصما إليه ، فأدلت المرأة بحجتها ، وقويت بينتها . فقال للزوج : هل عندك من دافع ؟ فأنشأ يقول :
فتن الشعبي لما . . . رفع الطرف إليها
فتنته بدلال . . . وبخطى حاجبيها

الصفحة 11