كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 114 """"""
تدار علينا من أكف سقاتنا . . . عقار من الهم الطويل تريح
تلوح لنا كالشمس في كف أغيد . . . يلوح لعيني البدر حين يلوح
مدام تحاكي خده ورضابه . . . ونكهته في الطيب حين تفوح
ولكن لها أفعال عينيه في الحشا . . . فكل حشا فيها عليه جريح
وقال أيضاً :
والكأس أعطاها عقيقاً أحمراً . . . قان ، فأعطيها لجيناً يققا
من قهوة ما العيش إلا أن أرى . . . مصطبحاً في شربها مغتبقا
أشربها شرباً هنيئاً من يدي . . . غصن رشيق وغزال أرشقا
ومما قيل فيها إذا مزجت بالماء ، فمن ذلك قول أبي نواس :
وصفراء قبل المزج بيضاء بعده . . . كأن شعاع الشمس يلقاك دونها
ترى العين تستعفيك من لمعانها . . . وتحسر حتى ما تقل جفونها
ومنه أخذ ديك الجن فقال :
وحمراء قبل المزج صفراء بعده . . . بدت بين ثوبي نرجس وشقائق
حكت وجنة المعشوق صرفاً فسلطوا . . . عليها مزاجاً فاكتست لون عاشق
وقال أبو هلال العسكري :
راح إذا ما الليل مد رواقه . . . لاحت تطرز حلة الظلماء
حتى إذا مزجت أراك حبابها . . . زهرات أرض أو نجوم سماء