كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 133 """"""
وقال أبو القاسم الهبيري الكاتب رحمة الله تعالى عليه :
سقاني الراح ساق ، كل راح . . . سوى ألحاظ عينيه سراب
يدير الكأس مبتسماً علينا . . . فما ندري أثر أم حباب ؟
وقد سفر الدجى عن ثوب فجر . . . منير مثل ما سفر النقاب
فخلت الصبح في أثر الثريا . . . بشيراً جاء في يده كتاب
وقال أبو الشيص :
يطوف علينا به أحور . . . يداه من الكأس مخضوبتان
غزال تميل بأعطافه . . . قناة تعطف كالخيزران
وقال أبو بكر محمد بن عمار :
وهويته يسقي المدام كأنه . . . قمر يطوف بكوكب في حندس
متأرج الحركات تندى ريحه . . . كالغصن هزته الصبا بتنفس
يسعى بكأس في أنام سوسن . . . ويدير أخرى في محاجر نرجس
وقال المعوج يصف ساقية :
لا عيش إلا من كف ساقية . . . ذات دلال في طرفها مرض
كأنما الكأس حين تمزجها . . . نجوم ليل تعلو وتنخفض
وقال آخر يصف امرأة ساقية :
وساقية كأن بمفرقيها . . . أكاليلاً على طبقات ورد
لها طيب المنى وصفاء لون . . . وحمرة وجنة ومذاق شهد

الصفحة 133