كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 134 """"""
وقال ديك الجن يصف ساقياً وساقية :
أفديكما من حاملي قدحين . . . قمرين في غصنين في دعصين
رود منعمة ومهضوم الحشا . . . للناظرين منى وقرة عين
قامت مؤنثة وقام مؤنثاً . . . فتناهبا الألحاظ بالنظرين
صبا على الراح إن هلالنا . . . قد صب نعمته على الثقلين
وإلى كأسكما على ما خيلت . . . بالتبر معجونا ًبماء لجين
الباب السادس من القسم الثالث من الفن الثاني
في الغناء والسماع
وما ورد في ذلك من الحظر والإباحة ، وما استدل به من رأى ذلك ، ومن سمع الغناء من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ومن التابعين ومن الأئمة والعباد والزهاد ، ومن غنى من الخلفاء وأبنائهم والأشراف والقواد عنهم ، ومن اشتهر بالغناء وأخبار القيان .
ذكر ما ورد في الغناء من الحظر والإباحة
قد تكلم الناس في الغناء في التحريم والإباحة واختلفت أقوالهم وتباعدت مذاهبهم وتباينت استدلالاتهم ، فمنهم من رأى كراهته وأنكر استماعه ، واستدل على تحريمه ، ومنهم من رأى خلاف ذلك مطلقاً وأباحه وصمم على إباحته ، ومنهم من فرق بين أن يكون الغناء مجرداً أو أضيف إليه آلة كالعود والطنبور وغيرهما من الآلات ذوات الأوتار والدفوف والمعازف والقصب ، فأباحه على انفراده وكرهه إذا انضاف إلى غيره وحرم سماع الآلات مطلقاً . ولكل طائفة من أرباب هذه المقالات أدلة استدلت بها . وقد رأينا أن نثبت في هذا الموضع نبذة من أقوالهم على سبيل الاختصار وحذف النظائر المطولة فنقول وبالله التوفيق .

الصفحة 134