كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 139 """"""
ذكر ما استدلوا به على إباحة الغناء من الأحاديث النبوية
قد استدلوا على إباحة الغناء بأحاديث صحيحة عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . منها ما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : دخل علي أبو بكر رضي الله عنه وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث وليستا بمغنيتين ، فقال أبو بكر : أمزمار الشيطان في بيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وذلك يوم عيد . فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا " . ومن طريق آخر عنها رضي الله عنها قالت : دخل عل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث ، فاضطجع على الفراش وحول وجهه ، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال : مزمارة الشيطان عند النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فأقبل عليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : " دعهما " . فلما غفل غمزتهما فخرجتا ، وكان يوم عيد يلعب فيه السودان بالدرق والحراب ، فإما سألت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وإما قال : " تشتهين تنظرين " فقلت نعم . فأقامني وراءه ، خدي على خده وهو يقول : " دونكم يا بني أرفدة " حتى إذا مللت قال . " حسبك ؟ " قلت نعم . قال : " فاذهبي " . ومن طريق آخر عنها رضي لله عنها : أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان والنبي ( صلى الله عليه وسلم ) متغش بثوبه ، فانتهرهما أبو بكر ، فكشف النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عن وجهه وقال : " دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد " . وتلك الأيام أيام منى . وقالت عائشة : رأيت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد فزجرهم عمر ، فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " دعهم أمناً بني أرفدة " يعني من الأمن . قال أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم رحمه الله عند ذكر هذه الأحاديث : أين يقع إنكار من أنكر من إنكار سيدي هذه الأمة بعد نبيها ( صلى الله عليه وسلم ) : أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وقد أنكر عليه الصلاة والسلام إنكارهما ، فرجعا عن رأيهما إلى قوله ( صلى الله عليه وسلم ) . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كانت

الصفحة 139