كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 14 """"""
يلبي فيه محرم ، ولا يكفن فيه ميت . فالتفت الرشيد إلى أبي يوسف وقال : ما تقول أنت في السواد ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، النور في السواد . فاستحسن الرشيد ذلك . ثم قال : وفضيلة أخرى يا أمير المؤمنين . قال : وما هي ؟ قال : لم يكتب كتاب الله إلا به ، فاهتز الرشيد لذلك .
تقدم رجل إلى أبي حازم عبد الحميد بن عبد العزيز السكوني قاضي المعتمد ، وقدم أباه يطالبه بدين له عليه ، فأقر الأب بالدين ، وأراد الابن حبس والده . فقال القاضي : هل لأبيك مال ؟ قال : لا أعلمه . قال : فمذ كم داينته بهذا المال ؟ قال : منذ كذا وكذا . قال : قد فرضت عليك نفقة أبيك من وقت المداينة ، فحبس الابن وخلى الأب .
كان عبد الملك بن عمر قاضي الكوفة ، فهجاه هذيل الأشجعي بأبيات منها :
إذا ذات دل كلمته بحاجة . . . فهم بأن يقضى تنحنح أو سعل
فكان عبد الملك يقول : قاتله الله والله لربما جائتني النحنحة وأنا في المتوضأ فأذكر ما قال فأردها .
وقيل : شهد سلمى الموسوس عند جعفر بن سليمان على رجل ، فقال : هو أصلحك الله ناصبي ، رافضي ، قدري ، مجبري ، يشتم المحجاج بن الزبير الذي يهدم الكعبة على علي بن أبي سفيان . فقال له جعفر : ما أدرى على أي شيء

الصفحة 14