كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 149 """"""
إذا روي عن مثله . أما عبيد الله بن زحر فيقال : إنه من أهل مصر . قال أبو مسهر الغساني : عبيد الله بن زحر صاحب كل معضلة ليس على حديثه اعتماد . وقال عثمان بن سعيد الدارمي : قلت ليحيى بن معين : عبيد الله ابن زحر كيف حديثه ؟ قال : كل حديثه ضعيف ، قلت : عن علي بن يزيد وغيره ؟ قال نعم . وقال عباس الدوري عن يحيى : عبيد الله بن زحر ليس بشيء . وقال أبو حاتم في كتاب الضعفاء والمتروكين : عبيد الله بن زحر منكر الحديث جداً ، روى الموضوعات عن الثقات وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالظلمات ، وإذا اجتمع في إسناد عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد والقسم بن عبد الرحمن لا يكون متن ذلك الحديث إلا مما عملت أيديهم فلا يحل الاحتجاج بهذه الصحيفة .
قال المقدسي : وهذا الحديث قد اجتمعوا في إسناده ، قال : وأما علي بن يزيد فهو من أهل دمشق يكنى بأبي عبد الملك روى عن القاسم قال النسائي في كتاب الضعفاء : علي بن يزيد متروك الحديث . وقل أبو عبد الرحمن بن حيان : علي بن يزيد مطروح منكر الحديث جداً . وأما القاسم بن عبد الرحمن ويكنى بأبي عبد الرحمن فقال يحيى بن معين : القاسم بن عبد الرحمن لا يسوي شيئاً . وقال أحمد بن حنبل ، وذكر القاسم مولى يزيد بن معاوية فقال : منكر الحديث . وقال أبو حاتم بن حسان : القاسم يروي عنه أهل الشام ، كان يروي عن الصحابة المعضلات ويأتي عن الثقات بالأسانيد المقلوبات ، حتى كان يسبق إلى القلب أنه المعتمد لها .
قال المقدسي : فهذا شرح أحوال رواة الحديث الذي احتجوا به في التحريم ، هل تجوز روايته كما ذكره الأئمة حتى يستدل به في التحليل والتحريم .
واحتجوا بما روي عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " أمرني ربي عز وجل بنفي الطنبور والمزمار " وهو حديث رواه إبراهيم بن اليسع بن الأشعث المكي وإسماعيل بن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها . وإبراهيم هذا - قال البخاري - : منكر الحديث . وقال النسائي : المكي ضعيف .