كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 150 """"""
واحتجوا بما روي عن علي رضي الله عنه أنه قال : نهى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن ضرب الدف ولعب الصنج وصوت الزمارة ، وهو حديث رواه عبد الله بن ميمون عن مطر بن سالم عن علي قال : وعبد الله هو القداح ذاهب الحديث ، ومطر هذا شبه مجهول . واحتجوا بما روي عن علي رضي الله عنه أنه قال : نهاني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن المغنيات والنواحات وعن شرائهن وبيعهن والتجارة فيهن وقال : " كسبهن حرام " . قال : وهذا حديث رواه علي بن يزيد الصدائي عن الحارث بن نبهان عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث عن علي رضي الله عنه قال : والحارث بن نبهان ليس بشيء ولا يكتب حديثه قاله يحيى بن معين . وقال البخاري : الحارث منكر الحديث . وقال أحمد بن حنبل : الحارث رجل صالح ولم يكن يعرف الحديث ولا يحفظ ، منكر الحديث . وقال النسائي : الحارث بن نبهان متروك الحديث . لم يروه عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي وغيره ولا رواه عنه غير علي بن يزيد الصدائي . وعلى هذا قال أحمد بن عدي : أحاديثه لا تشبه أحاديث الثقات . والحارث الذي روى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الحارث بن عبد الله أبو زهير الخارفي الأعور ، أجمع أهل النقل على كذبه ، والحمل في هذا الحديث على الحارث بن نبهان وإن كان في الإسناد من الضعفاء غيره .
واحتجوا بما روي عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة صوت مزمار عند نعمة وصوت ندبة عند مصيبة " وهذا حديث رواه محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما ، ومحمد بن زياد هذا هو الطحان اليشكري . قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي عنه فقال : أعور كذاب خبيث يضع الحديث . وقال يحيى بن معين : أجمع الناس على طرح هؤلاء النفر لا يعتد بهم ، منهم محمد بن زياد . وكان أبو يوسف الصيدلاني يقول : قدم محمد بن زياد الرقة بعد موت ميمون بن مهران .
واحتجوا بما روي عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : أنه ذكر خسفاً ومسخاً وقذفاً يكون في هذه الأمة ، قالوا : يا رسول الله إنهم يقولون : لا إله إلا الله ، قال : " نعم إذا