كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 152 """"""
واحتجوا بما روي عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " النظر إلى المغنية حرام وغناؤها حرام وثمنها حرام " وهو حديث يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل النوفلي المدني عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . ويزيد الأول قال النسائي : متروك الحديث . وقال أحمد بن حنبل : عنده مناكير . وقال يحيى بن معين : يزيد بن عبد الملك ليس بذاك .
واحتجوا بما روي عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " واتخذ القيان والمعازف " ، وهو حديث رواه فرج بن فضالة الشيباني من أهل حمص عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن علي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه . قال عبد الرحمن بن مهدي : أحاديث الفرج عن يحيى بن سعيد منكرة . وقال يحيى بن معين : فرج ضعيف . وقال أبو حاتم بن حسان : فرج بن فضالة كان يقلب الأحاديث الصحيحة ويلصق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة ، لا يحل الاحتجاج به .
واحتجوا بحديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أخذ بيد عبد الرحمن فذكر حديثاً قال فيه : " نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند مصيبة وصوت عند نعمة لعب ولهو ومزامير الشيطان " وهذا حديث رواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطاء عن جابر ، وأنكر عليه هذا الحديث وضعف لأجله . قال أبو حاتم بن حسان : كان رديء الحفظ كثير الوهم فاحش الخطأ يروي الشيء على وجه الوهم ويستحق الترك . وتركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين .
واحتجوا بأنه ( صلى الله عليه وسلم ) سمع صوتاً فقال : " انظروا من هذا " فنظرت فإذا معاوية وعمرو يتغنيان . الحديث ، وفيه : " اللهم اركسهما في الفتنة ركساً " وهو حديث رواه يزيد بن أبي زياد عن سليمان عن عمرو بن الأحوص عن أبي برزة الأسلمي . ويزيد هذا من أهل الكوفة ، وكان الكذبة يلقنونه على وفق اعتقادهم فيتلقاها ويحدث بها ضعفة أهل النقل ، وقد روي هذا الحديث من طريق آخر ليس فيه معاوية هذا ، وأنه ابن التابوت .
قال المقدسي : ولم يصح عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه ذكر أحداً من أصحابه إلا بخير .

الصفحة 152