كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 16 """"""
ومر أبو علقمة بأعدال قد كتب عليها : رب سلم لأبو فلان ، فقال لأصحابه : لا إله إلا الله يلحنون ويربحون . وجاء رجل إلى الحسن البصري فقال : ما تقول في رجل مات فترك أبيه وأخيه ؟ فقال الحسن : ترك أباه وأخاه . فقال : ما لأباه وأخاه ، فقال الحسن : ما لأبيه وأخيه . فقال الرجل : إني أراك كلما طاوعتك تخالفني . وقيل سكر هارون بن محمد بن عبد الملك ليلة بين يدي الموفق ، فقام لينصرف فغلبه السكر فنام في المضرب . فلما انصرف الناس جاء راشد الحاجب فأنبهه وقال : يا هارون انصرف . فقال : هارون لا ينصرف . فأعاد راشد القول على هارون ، فقال هارون : سل مولاك فهو يعلم أن هارون لا ينصرف . فسمع الموفق فقال : هارون لا ينصرف ، فتركه راشد . فلما أصبح الموفق وقف على أن هارون بات في مضربه ، فأنكر على راشد ، وقال : يا راشد ، يبيت في مضربي رجل لا أعلم به فقال : أنت أمرتني بهذا ، قلت : هارون لا ينصرف . فضحك وقال : ما أردت إلا الإعراب وظننت أنت غيره .
وقيل : قدم العريان بن الهيثم على عبد الملك ، فقيل له : تحفظ من مسلمة فإنه يقول : لأن يلقمني رجل بحجر أحب غلي من أن يسمعني رجل لحناً ، فأتاه العريان ذات يوم فسلم عليه . فقال له مسلمة : كم عطاءك ؟ قال : ألفين . فنظر إلى رجل عنده وقال له : لحن العراقي ، فلم يفهم الرجل عن مسلمة ، فأعاد مسلمة القول على العريان وقال : كم عطاؤك ؟ فقال : ألفان . فقال : ما الذي دعاك إلى اللحن أولاً والإعراب ثانياً ؟ قال : لحن الأمير فكرهت أن أعرب ، وأعرب فأعربت . فاستحسن قوله وزاد في عطائه .
ووقف نحوي على بقال يبيع الباذنجان فقال له : كيف تبيع ؟ قال : عشرين بدانق ، فقال : وما عليك أن تقول : عشرون بدانق ؟ فقدر البقال أنه يستزيده ، فقال

الصفحة 16