كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 17 """"""
ثلاثين بدانق . فقال : وما عليك أن تقول : ثلاثون ؟ فما زال على ذلك إلى أن بلغ سبعين ، فقال : وما عليك أن تقول : سبعون ؟ فقال : أراك تدور على الثمانون وذلك لا يكون أبداً .
ذكر شيء من نوادر المتنبئين
قيل : ادعى رجل النبوة في أيام المهدي ، فأدخل عليه ، فقال له : إلى من بعثت ؟ فقال : ما تركتموني أذهب إلى من بعثت إليهم ، فإني بعثت بالغداة وحبستموني بالعشي . فضحك المهدي منه وأمر له بجائزة وخلى سبيله .
وتنبأ رجل وادعى أنه موسى بن عمران . فبلغ خبره الخليفة ، فأحضره وقال له : من أنت ؟ قال : أنا موسى بن عمران الكليم . قال : وهذه عصاك التي صارت ثعباناً قال نعم . قال : فألقها من يدك ومرها أن تصير ثعباناً كما فعل موسى . قال : قل أنت " أنا ربكم الأعلى " كما قال فرعون حتى أصير عصاي ثعباناً كما فعل موسى . فضحك الخليفة منه واستظرفه . وأحضرت المائدة ، فقيل له : أكلت شيئاً ؟ قال : ما أحسن العقل لو كان لي شيء آكله ، ما الذي كنت أعمل عندكم ؟ فأعجب الخليفة وأحسن إليه .
وادعت امرأة النبوة على عهد المأمون ، فأحضرت إليه فقال لها : من أنت ؟ قال : أنا فاطمة النبية . فقال لها المأمون : أتؤمنين بما جاء به محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ قالت : نعم ، كل ما جاء به فهو حق . فقال المأمون : فقد قال محمد ( صلى الله عليه وسلم ) : " لا نبي بعدي " . قالت : صدق عليه الصلاة والسلام ، فهل قال : لا نبية بعدي ؟ فقال المأمون لمن حضره : أما أنا فقد انقطعت ، فمن كانت عنده حجة فليأت بها ، وضحك حتى غطى على وجهه .

الصفحة 17