كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 18 """"""
وادعى رجل النبوة ، فقيل له : ما علامات نبوتك ؟ قال : أنبئكم بما في نفوسكم . قالوا : فما في أنفسنا ؟ قال : في أنفسكم أنني كذبت ولست بنبي .
وتنبأ رجل في أيام المأمون ، فأتي به إليه ، فقال له : أنت نبي ؟ قال نعم . قال : فما معجزتك ؟ قال : ما شئت . قال : أخرج لنا من الأرض بطيخة . قال : أمهلني ثلاثة أيام . قال المأمون : بل الساعة أريدها . قال : يا أمير المؤمنين ، أنصفني ، أنت تعلم أن الله ينبتها في ثلاثة أشهر ، فلا تقبلها من ي في ثلاثة أيام فضحك منه ، وعلم أنه محتال ، فاستتابه ووصله .
وادعى آخر النبوة في زمانه فطالبه بمعجزة ، فقال : أطرح لكم حصاة في الماء فأذيبها حتى تصير مع الماء شيئاً واحدا . قالوا : قد رضينا . فأخرج حصاة كانت معه فطرحها في الماء فذابت . فقالوا : هذه حيلة ، ولكن أذب حصاة غيرها نأتيك بها نحن . فقال لهم : لا تتعصبوا ، فلست أضل من فرعون ، ولا أنا أعظم من موسى ، ولم يقل فرعون موسى : لا أرضى بما تفعله بعصاك حتى أعطيك عصاً من عندي تجعلها ثعباناً . فضحك المأمون منه وأجازه . وادعى رجل النبوة في أيام المعتصم ، فأحضر بين يديه ، فقال له : أنت نبي ، قال : نعم . قال : إلى من بعثت ؟ قال : إليك . قال : أشهد إنك لسفيه أحمق . قال : إنما يذهب إلى كل قوم مثلهم . فضحك منه وأمر له بشيء .
وادعى آخر النبوة في أيام المأمون ، فقال له : ما معجزتك ؟ قال : سل ما شئت ، وكان بين يديه قفل ، فقال : خذ هذا القفل فافتحه . فقال : أصلحك الله ، لم أهل إني حداد . فضحك منه واستتابه وأجازه .
وادعى آخر النبوة ، فطلب ودعى له بالسيف والنطع ، فقال : ما تصنعون ؟ قالوا : نقتلك . قال : ولم تقتلونني ؟ قالوا : لأنك ادعيت النبوة . قال : فلست أدعيها . قيل له : فأي شيء أنت ؟ قال : أنا صديق . فدعي له بالسياط ، فقال : لم

الصفحة 18