كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 19 """"""
تضربونني ؟ قالوا : لادعائك أنك صديق ، قال : لا أدعي ذلك . قالوا : فمن أنت ؟ قال : من التابعين لهم بإحسان . فدعي له بالدرة . قال : ولم ذلك ؟ قالوا : لادعائك ما ليس فيك ، فقال : ويحكم أدخل إليكم وأنا نبي تريدون أن تحطوني في ساعة واحدة إلى مرتبة العوام لا أقل من أن تصبروا علي إلى غد حتى أصير لكم ما شئتم .
وادعى آخر النبوة ، وسمى نفسه نوحاً ، فنهاه صديق له عن ذلك فلم ينته ، فأخذه السلطان وصلبه ، فمر به صديقه الذي كان ينهاه ، فقال : يا نوح ما حصل لك من السفينة غير الدقل .
ذكر شيء من نوادر المغفلين والحمقى
قال بعضهم : رأيت ابن خلف الهمداني في صحراء هو يطلب شيء ، فقلت له : ما تبغي ها هنا ؟ قال : دفنت شيئاً ولست أهتدي إليه . قالت : فهلا علمت عليه بشيء قال : جعلت علامتي قطعة من الغيم كانت فوقه ، وما أراها الساعة . ونظر مرة في الحب وهو الزير فرأى وجهه ، فعدا إلى أمه فقال : يا أمي في الحب لص . فجاءت أمه وتطلعت فيه ، فقالت : إي والله ومعه قحبة . ورئي في وسط داره وهو يعدو عدواً شديداً ويقرأ بصوت عال . فسئل عن ذلك فقال : أردت أن أسمع صوتي من بعيد . ودخل إلى رجل يعزيه ، فقال : عظم الله مصيبتكم ، وأعان أخاك على ما يرد عليه من يأجوج ومأجوج . فضحك الناس . فقال : تضحكون مما قلت وإنما أردت هاروت وماروت .
وقيل : كتب المنصور إلى زياد بن عبد الله الحارثي ، ليقسم بين القواعد والعميان والأيتام مالاً . فدخل عليه أبو زياد التميمي ، وكان مغفلاً فقال : أصلحك الله