كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 209 """"""
قال : وكان عبد الله هذا من أضرب الناس بالعود وأحسنهم غناء . وكان له غلام أسود يقال له قلم ، فعلمه الضرب فحذق فيه ؛ فأشترته منه أم جعفر بثلاثمائة ألف درهم .
وروى عن سليمان بن داود كاتب أم جعفر قال : كنت جالسا مع عبد الله بن موسى الهادي ، فمر به خادم لصالح بن الرشيد ؛ فقال له : ما أسمك ؟ قال : أسمي لا تسل . فأعجبه حسنه وحسن منطقه ، فقال لي : قم بنا حتى نشرب اليوم ونذكر هذا البدر ، فقمت معه . فأنشدني في ذلك اليوم :
وشادنٍ مرّ بنا . . . يجرح باللّحظ المقل
مظلوم خصرٍ ظالمٌ . . . منه إذا يمشي الكفل
اعتدلت قامته . . . والطرف منه ما عدل
بدرٌ تراه أبداً . . . طالع سعد ما أفل
سألته عن أسمه . . . فقال : إسمي لا تسل
وطلعت في وجنتي . . . ه وردتان من خجل
فقلت ما أخطأ الذي . . . سمّاك بل قال المثل لا تسألن عن شادنٍ . . . فاق جمالاً وكمل
وقال فيه :
عزّ الذي تهوى وذلّ . . . صبّ الفؤاد مختبل
جدّ به الهجر وذا أل . . . هجر إذا جدّ قتل
من شادن ممنطق . . . فاق جمالاً وكمل
تناصف الحسن به . . . فلا تسل عن لا تسل
وعن أحمد بن المكي قال : دعاني عبد الله بن موسى يوما فقال لي : أتقوم غلاماً ضاربا مغنيا قيمة عدل لا حيف فيها على البائع ولا على المشتري ؟ فقلت

الصفحة 209