كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 213 """"""
قال : ومن صنعته التي تظارف فيها وملح :
زاحم كمّي كمّه فألتويا . . . وافق قلبي قلبه فأستويا
وطالما ذاقا الهوى فأكتويا . . . يا قرّة العين ويا همّي ويا
وحكى عن جعفر بن قدامة قال : كان لعبد الله بن المعتز غلام يحبه ، فغضب الغلام عليه ، فجهد أن يترضاه ، فلم يكن له فيه حيلة . ودخلت عليه فأنشدني فيه :
بأبي أنت قد تما . . . ديت في الهجر والغضب
وأصطباري على صدو . . . دك يوماً من العجب
ليس لي إن فقدت وج . . . هك ي العيش من أرب
رحم الله من أعا . . . ن على الصّلح وأحتسب
قال : فمضيت إلى الغلام ، فلم أزل أداريه وأرفق به حتى ترضيته له وجئته به ؛ فمر لنا يومئذ أطيب يوم وأحسنه .
ذكر من غنى من الأشراف والعلماء رحمهم الله
كان ممن غنى من الأشراف والعلماء على ما نقل إلينا من أخبارهم : عبد العزيز بن المطلب . روى الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي رحمه الله بسند رفعه إلى محمد بن مسلمة قال حدثني أبي قال : أتيت عبد العزيز بن المطلب أسأله عن بيعة الجن للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) بمسجد الأحزاب ما كان بدؤها ، فوجدته مستلقياً وهو يغني :
فما روضةٌ بالحزن طيّبة الثّرى . . . يمجّ النّدى جثجاثها وعرارها