كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 214 """"""
بأطيب من أردان عزّة موهناً . . . وقد أوقدت بالمندل الرّطب نارها
من الخفرات البيض لم تلق شقوةً . . . وبالحسب المكنون صافٍ نجارها
فإن برزت كانت لعينيك قرّةً . . . وإن غبت عنها لم يغمّك عارها
فقلت له : تغنى أصلحك الله وأنت في جلالتك وشرفك أما والله لأحدون بها ركبان نجد . قال : فوالله ما أكترث وعاد يتغنى :
فما ظبيةٌ أدماء خفّاقة الحشى . . . تجوب بظلفيها بطون الخمائل
بأحسن منها إذ تقول تدلّلاً . . . وأدمعها يذرين حشو المكاحل
تمتّع بذا اليوم القصير فإنه . . . رهينٌ بأيّام الشهور الأطاول
قال : فندمت على قولي له ، فقلت : أصلحك الله ، أتحدثني في هذا بشيء فقال : نعم ، حدثني أبي قال : دخلت على سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم وأشعب يغنيه :
معقربةٌ كالبدر سنّة وجهها . . . مطهّرة الأثواب والعرض وافر
لها نسبٌ زاكٍ وعرضٌ مهذّبٌ . . . وعن كل مكروهٍ من الأمر زاجر
من الخفرات البيض لم تلق ريبةً . . . ولم يستملها عن تقي الله شاعر
فقال له سالم رضي الله عنه : زدني . فقال :
ألمّت بنا والليل داجٍ كأنه . . . جناح غرابٍ عنه قد نفض القطرا
فقلت أعطّارٌ ثوى في رحالنا . . . وما أحتملت ليلى سوى ريحها عطرا