كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 216 """"""
أنهم أجتمعوا في مدعاة كانت في بني يربوع وهم يومئذ جلة ، ومالكٌ أقلهم في فقه وقدر ، ومعهم دفوف ومعازف وعيدان يغنون ويلعبون . ومع مالك دف مربع وهو يغنيهم :
سليمى أزمعت بينا . . . وأين لقاؤها أينا
وقد قالت لأترابٍ . . . لها زهرٍ تلاقينا
تعالين فقد طاب . . . لنا العيش تعالينا
فضحك الرشيد ووصله بمال عظيم . ومات إبراهيم في هذه السنة وهو أبن خمس وسبعين سنة . قال : وكان إبراهيم بن سعد يبالغ فيه إلى هذا الحد . وقد أجمعت الأئمة على ثقته وعدالته والرواية عنه . وأتفق البخاري ومسلم على إخراج حديثه في الصحيح . ولم تسقط عدالته بفعله عند أهل العلم ، بل قلد قضاء بغداد على جلالتها ، وقلد أبوه القضاء بالمدينة على شرفها .
وروى أبو الفرج الأصفهاني بسند رفعه إلى إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال : شهدت إبراهيم بن سعد يحلف للرشيد وقد سأله عمن بالمدينة ينكر الغناء ، فقال : من قنعه الله خزيه : مالك بن أنس ؛ ثم حلف أنه سمع مالكا يغني :
سليمى أزمعت بينا . . . فأين لقاؤها أينا
في عرس لرجل من أهل المدينة يكنى أبا حنظلة .
وروى أيضا بسنده إلى الحسين بن دحمان الأشقر قال : كنت بالمدينة ، فخلا لي الطريق في نصف النهار ، فجعلت أتغنى :
ما بال أهلك يا رباب . . . خزراً كأنهم غضاب

الصفحة 216