كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 219 """"""
ندمى أنّ الشباب مضى . . . لم أبلّغه مدى أشره
حسرت عنّي بشاشته . . . وذوي المحمود من ثمره
ودمٍ أهدرت من رشأ . . . لم يرد عقلاً على هدره
جاء منها :
دع جدا قحطان أو مضرٍ . . . في يمانيه وفي مضره
وأمتدح من وائلٍ رجلاً . . . عصر الآفاق من عصره
ومنها :
المنايا في مقانبه . . . والعطايا في ذرا حجره
ملكٌ تندى أنامله . . . كأنبلاج النّوء عن مطره
مستهلٌّ عن مواهبه . . . كأبتسام الرّوض عن زهره
ومنها :
إنما الدنيا أبو دلفٍ . . . بين باديه ومحتضره
فإذا ولّى أبو دلفٍ . . . ولّت الدنيا على أثره
كلّ من في الأرض من عرب . . . بين باديه إلى حضره
مستعيرٌ منه مكرمةً . . . يكتسيها يوم مفتخره
وهذان البيتان اللذان أحفظا المأمون على علي بن جبلة حتى سل لسانه من قفاه .