كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 22 """"""
حجره ، ثم قال غنيني ، فغنته :
جئن من الروم وقاليقلا . . . يرفلن في المرط ولين الملا
مقرطقات بصنوف الحلى . . . يا حبذا البيض وتلك الحلى
فاستحسنته وشرب عليه .
طلبت جارية محمود الوراق للمعتصم بسبعة آلاف دينار ، فامتنع من بيعها ، واشتريت له بعد ذلك من ميراثه بسبعمائة دينار . فذكر المعتصم ذلك لها ، فقالت : إن كان أمير المؤمنين ينتظر بشهواته المواريث فسبعون ديناراً في ثمني كثير ، فكيف بسبعمائة .
واستعرض رجل جارية فقال لها : في يديك عمل ؟ قالت : لا ، ولكن في رجلي .
وحكى أن بعض المجان كان يعشق جارية أمجن منه . فضاق يوماً ، فكتب إليها : قد طال عهدي بك يا سيدتي ، وأقلقني الشوق إليك . فإن رأيت أن تستدركي رمقي بضمغة علك وتجعليه بين دينارين وتنفذيه إلي لأستفشفي به فعلت إن شاء الله . ففعلت ذلك وكتبت إليه : رد الظرف من الظرف ، وقد سارعت إلى إنفاذ ما طلبت ، فأنعم برد الطبق والمكبة ، واستعمل الخبر : " استدروا الهدايا برد الظروف " .
وطلب آخر من عشيقته خاتماً كان معها ، فقالت : يا سيدي ، هذا ذهب وأخاف أن تذهب ، ولكن خذ هذا العود حتى تعود .

الصفحة 22