كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 228 """"""
ذكر أخبار سائب خاثر
هو أبو جعفل سائب بن يسار ، مولى لبني ليث . وأصله من فيء كسرى ، وأشتراه عبد الله بن جعفر فأعتقه . وقيل : بل كان على ولائه لبني ليث ، ولكنه أنقطع إلى عبد الله بن جعفر ولزمه وعرف به . وهو أول من عمل العود بالمدينة وغنى به . قال : وكان عبد الله بن عامر بن كريز سبي إماءً صناجات فأتى بهن المدينة . فكن يلعبن في يوم الجمعة ويسمع الناس منهن ، فأخذ عنهن . وقدم رجل فارسي يعرف بنشيط ، فغنى ، فعجب عبد الله بن جعفر منه . فقال له سائب خاثر : أنا أصنع لك مثل غناء هذا الفارسي بالعربية . ثم غدا علي عبد الله بن جعفر وقد عمل في :
لمن الديار رسومها قفر . . . لعبت بها الأرواح والقطر
وخلالها من بعد ساكنها . . . حججٌ مضين ثمانٍ أو عشر
والزعفران على ترائبها . . . شرقٌ به اللّبات والنحر
قال أبن الكلبي : وهو أول صوت غنى به ف الإسلام من الغناء العربي المتقن الصنعة . قال : ثم أشترى عبد الله بن جعفر نشيطا بعد ذلك ؛ فأخذ عنه سائب خاثر الغناء العربي ، وأخذ عنه أبن سريج وجميلة ومعبد وعزة الميلاء وغيرهم . وقيل : إنه لم يكن يضرب بالعود وإنما كان يقرع بالقضيب ويغني مرتجلا . قال أبن الكلبي : وكان سائب تاجرا موسرا يبيع الطعام بالمدينة ، وكان تحته أربع نسوة . وكان أنقطاعه إلى عبد الله بن جعفر ، وهو مع ذلك يخالط سروات الناس وأشرافهم لظرفه وحلاوته وحسن صوته . وكان قد آلى على نفسه ألا يغني أ ؛ دا سوى عبد الله بن جعفر إلا أن يكون خليفةً أو ولي عهد أو