كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 23 """"""
وكتب رجل إلى عشيقته : مري خيالك أن يلم بي . فكتبت إليه : ابعث إلي بدينارين حتى آتيك بنفسي .
قدم بعضهم عجوزاً دلالة إلى القاضي وقال : أصلح الله القاضي ، زوجتي هذه امرأة ، فلما دخلت بها وجدتها عرجاء . فقالت : أصل الله القاضي زوجته امرأة يجامعها ، ولم أعلم أنه يريد أن يحج عليها أو يسابق بها في الحلبة أو يلعب عليها بالكرة والصولجان .
كتب رجل إلى عشيقته رقعة ، قال في أولها : عصمنا الله وإياك بالتقوى . فكتبت إليه في الجواب : يا غليظ الطبع ، إن استجاب الله دعاءك لم نلتق أبداً .
قال عقيل بن بلال : سمعتني أعرابية أنشد :
وكم ليلة قد بتها غير آثم . . . بمهضومة الكشحين ريانة القلب
فقالت : هلا أثمت أخزاك الله .
كان أبو نواس يوماً عند بعض إخوانه ، فخرجت عليه جارية بيضاء عليها ثياب خضر . فلما رآها مسح عينيه وقال : خيراً رأيت إن شاء الله تعالى . فقالت : وما رأيت ؟ قال : ألك معرفة بعلم التعبير ؟ قالت : ولا أعرف غيره . قال : رأيت كأني راكب دابة شهباء ، وعليها جل أخضر وهي تمرح تحتي . فقالت : إن صدقت رؤياك فستدخل فجلة . وقد روي أن هذه الحكاية اتفقت له مع عنان جارية الناطفي .
وكان بعضهم جالساً مع امرأته في منظرة ، فمر غلام حسن الوجه ، فقالت : أعيذ هذا بالله ، ما أحسنه وأحسن وجهه وقده فقال الزوج : نعم ، لو لا أنه خصي . فقالت : لعنه الله ولعن من خصاه .