كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 233 """"""
والله مع جلائل نساء قومي أمسك بذيولهن يوم زفت أمك المباركة إلى أبيك الطيب . فاستحيا أبان ورمى بطرفه إلى الأرض .
ذكر أخبار عبد الله بن سريج
هو أبو يحيى عبد الله بن سريج ، مولى بني نوفل بن عبد مناف . وقال أبن الكلبي : إنه مولى لبني الحارث بن عبد المطلب . وقيل : إنه مولى لبني ليث ، ومنزله بمكة . وقال الحسن بن عتبة اللهبي : إنه مولى لبني عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم . وحكى أبو الفرج الأصبهاني أنه كان آدم أحمر ظاهر الدم سناطا ، في عينيه قبلٌ ، وبلغ خمسا وثمانين سنة ، وكان منقطعا إلى عبد الله بن جعفر .
ونقل أيضا عن أبن الكلبي أنه كان مخنثا أحول أعمش ، يلقب وجه البا . وكان لا يغني إلا متنقبا ، مسبل القناع على وجهه . قال : وكان أحسن الناس غناء ، وكان يغني مرتجلا ويوقع بقضيب ، وقيل : كان يضرب بالعود . وغنى في زمن عثمان بن عفان ، ومات في خلافة هشام بن عبد الملك . وقيل : كان أسمه عبيد بن سريج من أهل مكة . وقال أبن جريج : كان عبيد بن سريج مولى آل خالد بن أسيد ، وقيل : كان أبوه تركيا . وقيل : كان عوده على صنعة عيدان الفرس ، وهو أول من ضرب به على الغناء العربي بمكة ؛ وذلك أنه رآه مع العجم الذين قدم بهم أبن الزبير لبناء الكعبة ، فأعجب أهل مكة غناؤهم . فقال أبن سريج : أنا أضرب به على غنائي ، فضرب به فكان أحذق الناس . وأخذ الغناء عن سعيد بن مسجح ، وقد تقدم ذكر ذلك . وأول ما أشتهر بالغناء في ختان أبن مولاه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين . قال أبن سريج لأم الغلام : خفضي عليك بعض المغرم والكلفة ، فوالله لألهين نساءك حتى لا يدرين ما جئت به . وكان معبد إذا أعجبه غناء نفسه قال : أنا اليوم سريجي . ومن أخباره أيضا أن عطاء بن أبي رباح لقيه بذي طوىً وعليه ثياب مصبغة وفي يده جرادة مشدودة الرجل بخيط يطيرها ويجنبها كلما تخلفت ؛ فقال له عطاء : يا فتان ، ألا تكف عما أنت فيه كفى الله الناس مئونتك . فقال له أبن سريج : وما على