كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 236 """"""
يمانيةٌ شطّت وأصبح نفعها . . . رجاءً وظنّاً بالمغيب مرجّما
أحبّ دنوّ الدّار منها وقد أبى . . . بها صدع شعب الدار إلاّ تثلّما
بكاها وما يدري سوى الظنّ ما بكى . . . أحيّاً يبكّي أم تراباً وأعظما
فدعها وأخلف للخليفة مدحةً . . . تزل عنك بؤسي أو تفيدك مغنما فإن بكفّيه مفاتيح رحمةٍ . . . وغيث حياً يحيا به الناس مرهما
إمامٌ أتاه الملك عفواً ولم يثب . . . على ملكه مالا حراماً ولا دما
تخيّره ربّ العباد لخلقه . . . وليّاً وكان الله بالناس أعلما
ينال الغنى والعزّ من نال ودّه . . . ويرهب موتاً عاجلا من تشأما
فقال الوليد : أحسنت والله وأحسن الأحوص . ثم قال : يا عبيد هيه فغناه بشعر عدي بن الرقاع العاملي يمدح الوليد :
طار الكرى وألمّ الهمّ فأكتنعا . . . وحيل بيني وبين النوم فأمتنعا
كان الشباب قناعاً أستكنّ به . . . وأستظّل زماناً ثمّت أنقشعا
وأستبدل الرأس شيباً بعد داجيةٍ . . . فينانةٍ ما ترى في صدغها نزعا
فإن تكن ميعةٌ من باطل ذهبت . . . وأعقب الله بعد الصّبوة الورعا
فقد أبيت أراعي الخود رابيةً . . . على الوسائد مسروراً بها ولعا
برّاقة الثغر يشفي القلب لذّتها . . . إذا مقبلّها في ريقها كرعا

الصفحة 236