كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 237 """"""
كالأقحوان بضاحي الروض صبّحه . . . غيثٌ أرشّ بتنضاحٍ وما نقعا
صلى الذي الصلوات الطيّبات له . . . والمؤمنون إذا ما جمّعوا الجمعا
على الذي سبق الأقوام ضاحيةً . . . بالأجر والحمد حتى صاحباه معا
هو الذي جمع الرحمن أمّته . . . على يديه وكانوا قبله شيعا
عدنا بذي العرش أن نحيا ونفقده . . . وأن نكون لراعٍ بعده تبعا
إن الوليد أمير المؤمنين له . . . ملك أعان عليك الله فارتفعا
لا يمنع الله ما أعطى الذي هم . . . له عباد ولا يعطون ما منعا
فقال الوليد : صدقت يا عبيد ، أنى لك هذا ؟ قال : هو من عند الله . قال الوليد : لو غير هذا قلت لأحسنت أدبك . قال أبن سريج : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء قال الوليد : يزيد في الخلق ما يشاء . قال أبن سريج : هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر . قال الوليد : لعلمك والله أكثر وأعجب إلي من غنائك غنني ؛ فغناه بشعر عدي بن الرقاع يمدح الوليد فقال :
عرف الدّيار توهما فأعتادها . . . من بعد ما شمل البلي أبلادها
إلا رواسي كلهنّ قد أصطلى . . . جمراً وأشعل أهلها إيقادها
كانت رواحل للقدور فعرّيت . . . منهنّ وأستلب الزمان رمادها
وتنكرت كلّ التنكّر بعدنا . . . والأرض تعرف بعلها وجمادها
ولربّ واضحة العوارض حرّة . . . كالرّيم قد ضربت به أوتادها
تصطاد بهجتها المعلّل بالصبا . . . عرضاً فتقصده ولن يصطادها
كالظّبية البكر الفريدة ترتعي . . . من أرضها قفّاتها وعهادها

الصفحة 237