كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 239 """"""
نزل الوليد بها فكان لأهلها . . . غيثاً أغاث أنيسها وبلادها
أولا ترى أن البريّة كلّها . . . ألقت خزائمها إليه فقادها
ولقد أراد الله إذ ولاّكها . . . من أمّةٍ إصلاحها ورشادها
أعمرت أرض المسلمين فأقبلت . . . وكففت عنها من يروم فسادها
وأصبت في أرض العدة مصيبةً . . . عمّت أقاصي غورها ونجادها
ظفراً ونصراً ما تناول مثله . . . أحدٌ من الخلفاء كان أرادها
فإذا نشرت له الثناء وجدته . . . جمع المكارم طرفها وتلادها
غلب المساميح الوليد سماحةً . . . وكفى قريش المعضلات وسادها
تأتيه أسلاب الاعزّة عنوةً . . . قسراً ويجمع للحروب عتادها
وإذا رأى نار العدوّ تضرّمت . . . سامي جماعة أهلها فأقتادها
بعرمرمٍ تبدو الرّوابي ذي وعىً . . . كالحرّة أحتمل الضحى أطوادها
أطفأت ناراً للحروب وأوقدت . . . نارٌ قدحت براحتيك زنادها
فبدت بصيرتها لمن يبغي الهدى . . . وأصاب حرّ شديدها حسّادها
وإذا غدا يوماً بنفحة نائل . . . عرضت له الغد مثلها فأعادها
وإذا عدت خيلٌ تبادر غايةً . . . فالسابق الجالي يقود جيادها
فأشار الوليد إلى بعض الخدم فغطوه بالخلع ، ووضعوا بين يديه كيس الدنانير وبدر الدراهم ، ثم قال الوليد : يا مولى بني نوفل بن الحارث لقد أوتيت أمراً جليلا فقال أبن سريج : وأنت يا أمير المؤمنين لقد آتاك الله ملكا عظيما وشرفاً عاليا