كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 24 """"""
قال أبو العيناء : خطبت امرأة فاستقبحتني . فكتبت إليها :
فإن تنفري من قبح وجهي فإني أريب أديب لا غبي ولا فدم
فأجابتني : ليس لديوان الرسائل أريدك .
وخطب ثمامة العوفي امرأة . فسألت عن حرفته ، فكتب إليها يقول :
وسائلة عن حرفتي قلت حرفتي . . . مقارعة الأبطال في كل مازق
وضربي طلى الأبطال بالسيف معلماً . . . إذا زحف الصفان تحت الخوافق
فلما قرأت الشعر ، قالت للرسول : قل له : فديتك أنت أسد ، فاطلب لك لبؤة ، فإني ظبية أحتاج إلى غزال .
خرجت حبى المدنية في جوف الليل ، فلقيها إنسان فقال لها : تخرجين في هذا الوقت قالت : ما أبالي ، إن لقيني شيطان فأنا في طاعته ، وإن لقيني رجل فأنا في طلبه . وجاءت إلى شيخ يبيع اللبن ، ففتحت ظرفاً فذاقته ودفعته إليه وقالت : لا تعجل بشده ، ثم فتحت آخر فذاقته ودفعته إليه . فلما أشغلت يديه جميعاً ، كشفت ثوبه من خلفه ، وجعلت تصفق بظاهر قدميها آسته وخصييه ، وتقول : يا ثارات ذات النحيين ، والشيخ يستغيث ، فلم يخلص منها إلا بعد جهد .
غاب رجل عن امرأته فبلغها أنه اشترى جارية ، فاشترت غلامين ، فبلغه ذلك فجاء مبادراً ، وقال لها : ما هذا ؟ فقالت : أما علمت أن الرحى إلى بغلين أحوج من البغل إلى رحيين ولكن بع الجارية حتى نبيع الغلامين ، ففعل ذلك ففعلت .

الصفحة 24