كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 243 """"""
فكلٌ قال : نفعل ذاك ؛ فلقد رأيتنا نستبق أينا تقع يده على يده . ثم غنى :
ما هاج شوقك بالصّرائم . . . ربعٌ أحال لآل عاصم
ربعٌ تقادم عهده . . . هاج المحبّ على التقادم
فيه النواعم والشبا . . . ب النّاعمون مع النواعم
من كل واضحة الجبي . . . ن عميمةٍ ريّا المعاصم ثم غنى بقوله :
شجاني مغاني الحيّ وأنشقّت العصا . . . وصاح غربا البين أنت مريض
ففاضت دموعي عند ذاك صبابةً . . . وفيهنّ خودٌ كالمهاة غضيض
وولّيت محزون الفؤاد مروّعاً . . . كئيباً ودمعي في الرداء يفيض
قال : فلقد رأيت جماعةً من الطير وقعن بقربنا وما نحس من قبل ذلك منها شيئا . فقالت الجماعة : يا تمام السرور وكمال المجالس ، لقد سعد من أخذ بحظه منك وخاب من حرمك ، يا حياة القلوب ونسيم النفوس جعلنا الله فداءك ، غننا . فغنى :
يا هند إنك لو علم . . . ت بعاذلين تتابعا
قال : فبدرت من بينهم فقبلت عينيه ، فتهافت القوم عليه يقبلونه ، ولقد رأيتني وأنا أرفعهم عنه شفقةً عليه .

الصفحة 243