كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 244 """"""
وكانت وفاة أبن سريج بالعلة التي أصابته من الجذام بمكة في خلافة سليمان ابن عبد الملك أو في خلافة الوليد ، ودفن في موضع يقال له دسم . رحمة الله عليه وعفا عنه وغفر له . والحمد لله رب العالمين .
حكى أنه لما أحتضر نظر إلى أبنته تبكي فبكى وقال : إنه من أكبر همي أنت وأخشى أن تضيعي بعدي . فقالت : لا تخف فما غنيت شيئا إلا وأنا أغنيه . فقال : هاتي ، فأندفعت فغنت وهو مصغ إليها . فقال : قد أصبت ما في نفسي وهونت علي أمرك . ثم دعا سعيد بن مسعود الهذلي فزوجه إياها ؛ فأخذ أكثر غناء أبيها وأنتحله .
ذكر أخبار معبد
هو معبد بن وهب ، وقيل : أبن قطني مولى أبن قطن ؛ وقيل : إن قطنا مولى العاص بن واقصة المخزومي ، وقيل : مولى معاوية بن أبي سفيان . غنى معبد في أيام بني أمية في أوائلها ، ومات في أيام الوليد بن يزيد بدمشق .
قال أبو الفرج الأصفهاني : إنه لما مات خرجت سلامة جارية الوليد بن يزيد بن عبد الملك وأخذت بعمود السرير والناس ينظرون إليها وهي تندبه وتقول شعر الأحوص :
قد لعمري بتّ ليلي . . . كأخي الداء الوجيع
ونجىّ الهمّ منّي . . . بات أدنى من نجيعي
كلما أبصرت ربعاً . . . خالياً فاضت دموعي
قد خلا من سيّدٍ كا . . . ن لنا غير مضيع
لا تلمنا إن خشعنا . . . أو هممنا بخشوع