كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 254 """"""
فلو درج النّمل الصغار بجلدها . . . لأندب أعلى جلدها مدرج النّمل
وأحسن خلق الله جيداً ومقلةً . . . تشبّه في النسوان بالشادن الطّفل
فقبلت عائشة ما بين عينيها ودعت لها بعشرة أثواب وطرائف من أنواع الفضة ، فدفعته إلى مولاتها . وأتت النسوة على مثل ذلك تقول ذلك لهن . ثم اتت القوم في السقيفة . فقالوا : ما صنعت ؟ فقالت : يا أبن أبي عبد الله ، أما عائشة فلا والله ما رأيت مثلها مقبلةً ولا مدبرة ، محطوطة المتنين ، عظيمة العجيزة ، ممتلئة الترائب ، نقية الثغر وصفحة الوجه ، فرعاء الشعر ، ممتلئة الصدر ، خميصة البطن ذات عكنٍ ، ضخمة السرة ، مسرولة الساق ، يريج ما بين أعلاها إلى قدميها ؛ وفيها عيبان ، أما أحدهما فيواريه الخمار ، وأما الآخر فيواريه الخف : عظم الأذن والقدم . وكانت عائشة بنت طلحة كذلك . ثم قالت عزة : وأما أنت يا أبن أبي أحيحة فإني والله ما رأيت مثل خلق عائشة بنت عثمان لأمرأةٍ قط ليس فيها عيب والله لكأنما أفرغت إفراغاً ولكن في الوجه ردةٌ ، وإن أستشرتني أشرت عليك . قال : هات . قالت : عليك بوجه تستأنس به . وأما أنت يا أبن الصديق : فوالله ما رأيت مثل أم الهيثم ، كأنها خوط بانة تنثني ، أو كأنها جانٌ يتثنى على رمل ، لو شئت أن تعقد طرفيها لفعلت ، ولكنها شختة الصدر وأنت عريض الصدر ، فإذا كان كذلك كان قبيحاً ، لا والله حتى يملأ كل شيء مثله . قال : فوصلها الرجال والنساء وتزوجوهن .
وحكى أبو الفرج أيضا : أن مصعب بن الزبير إنما تزوجها بعد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر . وقال : وكانت عائشة بنت طلحة تشبه بخالتها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، فزوجتها عائشة من أبن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ، وهو أول من تزوجها . ولم تلد عائشة بنت طلحة من أحد من أزواجها

الصفحة 254