كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 261 """"""
نعم . قال : فهما حران لئن لم تغنني مائة صوت لآمرنهما بطرحك في البئر ، وهما حران لئن لم يفعلا لأقطعن أيديهما . فأندفع أبن عائشة وغنى بشعر الهذلي :
ألا لله درّك من . . . فتى قومٍ إذا رهبوا
وقالوا من فتىً للحر . . . ب يرقبنا ويرتقب
فكنت فتاهم فيها . . . إذا تدعى لها تثب
ذكرت أخي فعاودني . . . صداع الرأس والوصب
كما يعتاد ذات البوّ . . . بعد سلوّها الطّرب
على عبد بن زهرة بتّ . . . طول الليل أنتحب
وروى أبو الفرج الأصفهاني ببسند رفيه إلى حماد الراوية : أن الوليد بن يزيد أستقدمه من العراق إلى الشام على دواب البريد . وكان مما حكاه عنه قال : قدمت عليه فأذن لي ، فدخلت فإذا هو على سريرٍ ممهد وعليه ثوبان أصفران وعنده معبدٌ ومالك بن أبي السمح وأبو كامل مولاه ، فأستنشدني :
أمن المنون وريبها تتوجّع
فأنشدته حتى أتيت على آخرها . ثم قال : يا مالك ، غنني : ألا هل هاجك الأظعا . . . ن إذ جاوزن مطّلحا
فغناه . ثم قال : غنني :
جلا أميّة عنّي كلّ مظلمةٍ . . . سهل الحجاب وأوفى بالذي وعدا

الصفحة 261