كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 262 """"""
فغناه . ثم قال : غنني :
أتنسى إذ تودّعنا سليمى . . . بفرع بشامةٍ ، سقي البشام
فغناه ؛ ثم أتاه الحاجب فقال : يا أمير المؤمنين ، الرجل الذي طلبت بالباب ، فأذن له فدخل شابٌ لم أر أحسن وجهاً منه . فقال له : غنني :
وهي إذ ذاك عليها مئزرٌ . . . ولها بيت جوارٍ من لعب
فغناه ، فنبذ إليه الثوبين ، ثم قال : غنني :
طاف الخيال فمرحبا . . . ألفاً برؤية زينبا
فغضب معبدٌ وقال : يا أمير المؤمنين ، إنا مقبلون عليك بأقدارنا وأسناننا وإنك تركتنا بمزجر الكلب وأقبلت على هذا الصبي . فقال : يا أبا عباد ، ما جهلت قدرك ولا سنك ، ولكن هذا الغلام طرحني في مثل الطناجير من حرارة غنائه . قال حماد : فسألت عن الغلام فقيل لي : هو أبن عائشة .
وحكى عن شيخ من تنوخ قال : كنت صاحب ستر الوليد بن يزيد ، فرأيت أبن عائشة عنده وقد غناه :
إني رأيت صبيحة النّفر . . . حوراً نفين عزيمة الصبر
مثل الكواكب في مطالعها . . . بعد العشاء أطفن بالبدر
وخرجت أبغي الأجر محتسبا . . . فرجعت موفوراً من الوزر
فطرب الوليد حتى كفر وألحد ، وقال : يا غلام ، أسقنا بالسماء السابعة ، ثم قال : أحسنت والله يا أميري ، أعد بحق عبد الشمس فأعاد ، ثم قال : أحسنت يا أميري والله ، أعد بحق أمية فأعاد ، ثم قال : أعد بحق فلان حتى بلغ من الملوك نفسه ،