كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 265 """"""
أخرج المخزومي جواريه ، فنظر إلى أبن عائشة وهو يغمز جاريةً منهن ؛ فقال لخادمه : إذا خرج أبن عائشة يريد حاجته فأرم به من القصر ، وكانوا يشربون في سطح القصر . فلما قام رماه الخادم فمات . وقيل : بل أقبل من الشام فنزل بقصر ذي خشب فشرب فيه ثم صعد إلى أعلى القصر فنظر إلى نسوة يمشين في ناحية الوادي ، فقال لأصحابه : هل لكم فيهن ؟ فقالوا : وكيف لنا بهن فلبس ملاءةً مدلوكةً ثم قام على شرفة من شرفات القصر وتغنى بشعر أبن أذينة :
وقد قالت لأترابٍ . . . لها زهرٍ تلاقينا
تعالين فقد طاب . . . لنا العيش تعالينا
فأقبلن عليه ، فطرب وأستدار فسقط فمات ، عفا الله تعالى عنه ورحمه . وقيل : بل مات بالمدينة . وأول هذه الأبيات :
سليمى أزمعت بينا . . . وأين لقاؤها أينا
وقد قالت لأترابٍ . . . لها زهرٍ تلاقينا
تعالين فقد طاب . . . لنا العيش تعالينا
فأقبلن إليها مس . . . رعات يتهادينا
إلى مثل مهارة الرم . . . ل تكسو المجلس الزّينا
إلى خودٍ منّعمة . . . حففن بها وفدّينا
تمنّين مناهنّ . . . فكنّا ما تمنّينا
ذكر أخبار أبن محرز
هو مسلم ، وقيل : عبد الله بن محرز . ويكنى أبا الخطاب . مولى عبد الدار بن قصي . وكان أبوه من سدنة الكعبة ، وأصله من الفرس . وكان يسكن المدينة مرةً ومكة مرةً . فكان إذا أتى المدينة أقام بها ثلاثة أشهر يتعلم الضرب من عزة الميلاء ثم يرجع إلى مكة فيقيم بها ثلاثة أشهر . ثم شخص إلى فارس فتعلم ألحان الفرس وأخذ غناءهم ، ثم صار إلى الشام فتعلم ألحان الروم وأخذ غناءهم . وأسقط من ذلك

الصفحة 265